عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، اجتماعًا وزاريًا بحضور عدد محدود من الوزراء، بعد انتهاء اجتماعه الواسع مع “الكابينت”، المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وفقًا لما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، بما في ذلك القناة 12.
جاء الاجتماع في إطار الجهود الأمنية والدبلوماسية المكثفة التي تلت الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، كما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي تضمن توقيع اتفاق تهدئة يدخل حيز التنفيذ خلال ست ساعات من الإعلان، ومن المتوقع أن يُعلن عن انتهاء الحرب رسميًا بعد 24 ساعة.
ووفقًا لتقارير القناة 12، أصدر نتنياهو توجيهات لوزرائه بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول إعلان ترامب بشأن وقف إطلاق النار، مما يعكس حرصه على الحفاظ على استقرار الصورة العامة وتعزيز التوافق السياسي الداخلي في هذه المرحلة الحرجة.
كما تضمنت التوجيهات تقليص اللقاءات الإعلامية أو تأجيلها لتفادي أي انحراف في الموقف الرسمي، الذي يتم تنسيقه الآن من قبل غرفة عمليات تستعد للخطوات المقبلة، لا سيما في ما يتعلق بإدارة التهدئة سياسيًا على الساحتين الإقليمية والدولية.
يشير الانتقال إلى اجتماع مصغر بعد اجتماع الكابينت إلى عدة مؤشرات. الأول هو رغبة الحكومة الإسرائيلية في إجراء تقييم سريع ومرن للوضع الأمني دون الحاجة لحضور جميع الوزراء. الثاني، هو سعي نتنياهو إلى احتواء أي خلافات داخلية محتملة، خصوصًا فيما يتعلق بالتصريحات الإعلامية خلال هذه المرحلة الحرجة التي تحظى بانتباه محلي ودولي.
في هذا السياق، تجري مناقشة عدة سيناريوهات تتراوح بين تمديد وقف النار أو الانتقال إلى مرحلة مفاوضات موسعة مع مبادرات من دول الخليج والغرب.
من جهة أخرى، يعكس الاجتماع الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو من وزرائه المؤيدين لعملية عسكرية، الذين يخشون من تراجع دعمهم إذا ظنوا أن التهدئة جاءت بشكل سريع أو بناءً على أوامر خارجية. لذا، جاء الاجتماع لوضع تصورات ملموسة وتحديد خطة عمل داخلية متينة تواكب أي انسحاب أو وقف للعمليات العسكرية.
على الصعيد المعلوماتي، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جلسة الكابينت التي عقدت يوم الاثنين تضمنت معلومات استخبارية عن قدرات الرد الإيراني وأهداف التصعيد المحتملة، بينما يهدف الاجتماع المصغر الحالي لوضع آليات واضحة لتفعيل أي تحرك عسكري أو إعلامي مستقبلاً في حال خرق الهدنة أو محاولة إيران تنفيذ هجمات جديدة.
في الختام، يمثل اجتماع نتنياهو المصغر علامة على محاولة إسرائيل السيطرة على الفوضى السياسية أثناء أزمة وقف إطلاق النار، ويظهر كيفية تنسيق رئيس الحكومة بين فريقه الأمني والمسارات الرسمية والإعلامية. هذه الخطوات المكثفة تأتي قبيل مرحلة شديدة الحساسية، حيث تتوقف الأمور بين استمرار التهدئة وتحديد موعد للمفاوضات لتحقيق الاستقرار، أو الدخول في عملية عسكرية جديدة إذا تفاقمت الأوضاع خلال الأيام القادمة.
تعليقات