كشف محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية الإيراني، عن إحباط مؤامرة خطيرة كانت تستهدف وزير الخارجية عباس عراقجي في العاصمة طهران، محملاً إسرائيل المسؤولية المباشرة عن التخطيط لها.
وأوضح رنجبران في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي في منصة “إكس” أن تصريحات حول توجه عراقجي إلى جنيف لإجراء مفاوضات مع الترويكا الأوروبية أثارت مخاوف جدية من إمكانية تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل إسرائيل.
وأشار رنجبران إلى أن التهديد باغتيال عراقجي كان “واقعيًا وجادًا”، مؤكدًا أن الوزير الإيراني لا يرى نفسه مجرد مسؤول سياسي، بل “جنديًا في خدمة الوطن، يسير على نهج الشهيد قاسم سليماني، ويتطلع إلى الشهادة”، كما جاء في كلامه.
أكد رنجبران أن الخطة التي كانت تستهدف عراقجي أُحبطت بفضل “التدابير الأمنية الدقيقة التي نفذها الجنود المجهولون” في الأجهزة الأمنية الإيرانية، موضحًا أن “المؤامرة قد فشلت بفضل الله”، دون الدخول في تفاصيل إضافية حول طبيعة المخطط أو الجهات التي تقف وراءه بشكل مباشر.
دعوات لدعم الدبلوماسيين الإيرانيين
في ختام بيانه، دعا رنجبران الشعب الإيراني إلى الدعاء لعراقجي وفريقه الدبلوماسي في هذه الفترة الحساسة، مشددًا على “ضرورة دعمهم في نضالهم لإحقاق حقوق الجمهورية الإسلامية في عالم بات بعيدًا عن القيم الإنسانية”، كما وصف.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية بالنسبة لإيران، التي تواجه توترًا أمنيًا وسياسيًا في أعقاب تصاعد المواجهات العسكرية مع إسرائيل خلال الأيام الماضية.
تضارب حول المفاوضات مع واشنطن
من جهة أخرى، أفادت وكالة “رويترز”، استنادًا إلى ثلاثة دبلوماسيين مطلعين، أن إيران تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في محاولة للتوصل إلى مخرج دبلوماسي للأزمة المتصاعدة مع إسرائيل. وأشار الدبلوماسيون إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قد أجرى عدة مكالمات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منذ اندلاع تبادل الضربات العسكرية بين طهران وتل أبيب الأسبوع الماضي.
رغم هذه التقارير، نفت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، نقلًا عن مصدر رسمي، صحة الأنباء التي تتحدث عن وجود أي تواصل مباشر بين ويتكوف وعراقجي، مما يعكس استمرار التباين بين الروايات الإيرانية والغربية بشأن مسار المفاوضات.
اجتماع مرتقب في جنيف بمشاركة أوروبية واسعة
من المقرر أن يرأس عباس عراقجي وفد إيران في المحادثات المرتقبة في جنيف يوم الجمعة، بمشاركة وزراء خارجية كل من ألمانيا يوهانس فاديفول، وفرنسا جان-نويل بارو، وبريطانيا ديفيد لامي، إلى جانب مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاي كالاس.
يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود الدولية لاحتواء التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف من اتساع نطاق النزاع وتحوله إلى مواجهة إقليمية شاملة قد تشمل أطرافًا دولية أخرى في الأسابيع المقبلة.
تعليقات