ذكرت وكالة رويترز نقلًا عن تصريحات عسكرية إسرائيلية أن القوات الجوية الإسرائيلية قد بدأت مرحلة جديدة من الهجمات على أهداف عسكرية في العاصمة طهران، في إطار العمليات التي تستهدف المسؤولين والمواقع الاستراتيجية للقوات الإيرانية.
وفقًا لهذه التصريحات، جرت العملية “بشدة غير مسبوقة” في قلب العاصمة، مع إطلاق إنذارات للسكان بضرورة الابتعاد عن المناطق المستهدفة، مما يعكس حجم التهديد الموجه لتقويض القدرة العسكرية الإيرانية.
كما أفادت تقارير من وسائل إعلام محلية بقبول صفارات الإنذار قبل حدوث الانفجارات، مع مشاهد لسماء طهران تتلألأ بألسنة اللهب وسط حالة من الذعر بين المدنيين.
في ظل تعرض المنشآت العسكرية الرئيسية لهجمات جديدة، تأتي هذه الحملة في سياق جهود إسرائيل الدبلوماسية والعسكرية بعد ضربات أمريكية تهدف لإضعاف قدرات الدفاع الإيرانية.
شملت العملية أيضًا مطار مهرآباد والسجون الاستراتيجية مثل سجن إيفين، حيث أجمعت المصادر على أن توقيت العمليات كان مفاجئًا للسكان.
أشار مصدر إسرائيلي رسمي من الجهات الأمنية إلى أن هذه العمليات تستهدف مباشرة القيادة التنفيذية والقدرات الخاصة للقوات الإيرانية، مما يؤثر على “القدرة التشغيلية” لطهران في عملياتها المستقبلية سواء في الجنوب أو الشمال. وأكد أن الهجوم كان “فوق المتوقع من حيث عدد الأهداف وإحداث الصدمة المطلوبة في قلب العاصمة”.
ترافق هذه الحملة الجوية مع تصريحات من عدة جهات دولية، بما في ذلك بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة التي أكدت أن “الضربات الإسرائيلية قد تخرق القانون الدولي الإنساني، خاصة في غياب تحذيرات مدنية فعالة”.
كما نبهت البعثة إلى تأثير الانفجارات على الأحياء المحيطة، بما في ذلك المنشآت المدنية، مما أثار قلقًا عالميًا بشأن آثار هذه العمليات.
من ناحية أخرى، أبلغت شبكة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الدفاعات الجوية قد تم تنشيطها بسرعة، حيث أسقطت بعض الطائرات المسيرة والصواريخ المعادية، رغم أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد نطاق الخسائر وعدد الأهداف المعنية.
يشير المحللون العسكريون إلى أن هذه الجولة من الضربات تعكس نوعًا من الضبط الاستراتيجي الإسرائيلي الذي يسعى للحفاظ على الأضرار ضمن الحدود القانونية وتجنب مواجهة شاملة، بينما يضغط على إيران لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.
تأتي هذه العملية بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهدئة “شاملة ونهائية” من المقرر أن تبدأ في غضون ساعات وتؤدي إلى إنهاء الحرب رسميًا خلال 24 ساعة.
في الوقت نفسه، تترقب ردود الفعل الدولية إزاء هذه التطورات، خصوصًا من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، التي دعَت مؤخرًا إلى الالتزام بالقانون الإنساني وتفادي الانزلاق نحو حرب شاملة. وفي خضم هذه التطورات الجوية، تبدو المنطقة عند مفترق طرق، لا هي في طريق العودة التامة للهدوء، ولا هي في دائرة تصعيد مفتوحة يُقيّم فيها كل هجوم أثره على ميزان القوى المستقبلي.
تعليقات