كانت الضربة الأمريكية ضد مواقع في إيران مصدرًا لانقسام سياسي حاد داخل الولايات المتحدة، حيث وُجهت اتهامات بالتهور وانتهاك الدستور، في حين وصفها البعض بأنها مجرد مسرحية لاستعراض القوة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة للجميع.
هل تعدت خيارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نطاق الحرب على إيران لتؤثر بشكل عميق على السياسة الأمريكية؟ في وقت حساس جدًا، وبينما كانت هناك جهود أوروبية للعودة إلى الحلول الدبلوماسية، أصدر ترامب قرارًا بشن ضربة على المنشآت النووية الإيرانية. ولكن ما كان يُعتبر محاولة لفرض الهيمنة تحول سريعًا إلى أزمة داخلية غير مسبوقة. تنفيذ تلك الضربة دون تنسيق مع المؤسسات المعنية أو مع الحلفاء الرئيسيين في أوروبا عكس بوضوح العزلة التي تعيشها واشنطن على الساحة الدولية، إضافةً إلى حدوث أزمة سياسية عميقة داخل البلاد.
تتوافق تصريحات سكوت ريتر، الضابط السابق في البحرية الأمريكية، مع العديد من الآراء التي ارتفعت داخل الكونجرس، حيث اتهمه بعض الأعضاء من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، بتجاوز الدستور وجر البلاد نحو المجهول. إشراك الجيش دون إذن الكونجرس، مما يعرض حياة الأمريكيين للخطر، يدل على غياب أي استراتيجية واضحة، وقد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق دون تقدير للعواقب.
ومع تصاعد الدعوات لتفعيل قانون صلاحيات الحرب، عاد الجدل حول حدود صلاحيات السلطة التنفيذية وعلاقة البيت الأبيض بالكونجرس، وسط مخاوف من أن يجد الأمريكيون أنفسهم متورطين في حرب بلا أفق، من أجل استعراض قوى عابرة. وإذا اقتصر الأمر عند هذا الحد، فمن المعتقد أن الأمور ستتغير. في ظل هذا الانقسام العميق، تبدو خيارات ترامب قد تجاوزت حدود الحرب الأمريكية-الإسرائيلية ضد إيران، لتطال قلب السياسة الأمريكية نفسها.
تعليقات