هدنة هشة: هل بدأت فعلاً الحرب الرمادية بين إيران وإسرائيل وسط توترات الخليج؟

المنطقة تعيش حالة من التوتر الحاد بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. ورغم هذا الإعلان، تسود أجواء مشحونة من القلق والترقب والريبة، مع تحذيرات من الجانب الإيراني وتهديدات إسرائيلية للرد على أي خرق، مما يجعل الهدنة هشة ومعرضة للاختراق في أي لحظة.

قلق خليجي من احتمال الحرب بالوكالة وصمت يسبق العاصفة

تتابع دول الخليج الوضع بقلق، خشية من تصاعد المواجهات أو تحولها إلى حرب بالوكالة قد تشمل أطرافًا إقليمية أكبر، وسط تحذيرات متزايدة من خبراء تحذر من تداعيات أي تصعيد جديد.

روسيا: هدنة غير مستقرة وغياب لمفاوضات رسمية

أوضح الدكتور محمود الأفندي، الخبير في الشؤون الروسية، أنه لا يمكن لموسكو اعتبار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة مستقرة، في ظل غياب المفاوضات المباشرة والاعتماد على وساطات غير رسمية. وأشار إلى أن النزاع الحالي يُدار عن بُعد باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، مما يزيد من مخاطرها وتكاليفها.

“إعلان التهدئة لم يكن متزامنًا”… واتهام لواشنطن بالتدخل

انتقد الأفندي طريقة الإعلان عن وقف إطلاق النار، واصفًا هذه العملية بـ”الرمزية والملزمة”، مشيرًا إلى أن واشنطن ترغب في تأكيد دورها في إنهاء القتال بدلاً من تقديم الاتفاق كتفاهم سياسي بين الأطراف المعنية.

وعبر الكاتب الصحفي أحمد الشيزاوي عن عدم الثقة في وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، متوقعًا الدخول في مرحلة من الحرب الرمادية تتضمن هجمات إلكترونية واستنزافًا سياسيًا واقتصاديًا، وضربات بالوكالة ستؤثر سلبًا على دول الخليج.

وأكّد أن القلق في الخليج حقيقي، خاصة بسبب قربه من المواقع النووية الإيرانية ومناطق التوتر، مشيرًا إلى عدم ثقة إيران في الهدنة، بينما أعلنت إسرائيل أنها ستبدأ بالرد الفوري على أي خرق.

وأشار الباحث الإيراني إبراهيم شير إلى أن إيران لم تكن لتوافق على التهدئة لولا إدراكها بأن الأضرار لم تكن مدمرة للمرافق النووية الخاصة بها. كما لفت الانتباه إلى أن القيادة الإيرانية قررت الرد على قاعدة أمريكية في الدوحة بدلاً من التصعيد النووي، مما يعكس تخطيطًا دقيقًا.

وثمّن شير موقف مصر خلال هذه الأزمة، مشيرًا إلى أنه كان قويًا ومؤثرًا، وقد حظي بتقدير كبير من الشارع الإيراني، مما يعكس الدور الإقليمي الكبير للقاهرة.

ونوه اللواء أحمد عيسى، خبير الأمن القومي، إلى أن الجولة الأخيرة من القصف كانت الأكثر عنفًا منذ بداية التصعيد، وأسفرت عن خسائر جسيمة في بئر السبع.

وأكّد أن إسرائيل لا تسعى فقط لاحتواء إيران، بل تهدف إلى إسقاط نظامها بالكامل، معتبرًا أن أي مفاوضات لن تحقق النجاح دون تغيير حقيقي في الموقف الأمريكي، الذي يبقى اللاعب الفعال الوحيد في القرار الإسرائيلي.