سأل أحد الأشخاص الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عما إذا كان يجب عليه إخبار كل من يرغب في الزواج من امرأة رآها تزني. وقد أشار الدكتور علي جمعة في ردّه عبر فيديو على يوتيوب إلى أن من مبادئ الشريعة الإسلامية الستر، حتى لو كان ذلك يستدعي ستر أخيك بظل ثوبك.
وأضاف أن هذا الستر هو الأساس في شريعتنا، وليس التفاخر بفضائح الآخرين، والعياذ بالله. ولذلك، فقد فرضت الشريعة أن يكون هناك أربعة شهود على تلك الفضيحة لكي يتمكنوا من الشهادة أمام القاضي.
شروط إثبات الزنا تكاد تكون تعجيزية
وأشار الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، إلى أن إثبات جريمة الزنا في الشرع يتطلب شروطًا محددة، وهي شروط تعتبر تعجيزية نوعًا ما، لأن الهدف من الشريعة هو الستر وليس فضح الناس.
كما أضاف أن شروط الشهود في هذه الحالة تتسم بالحرص الشديد، والغرض منها هو حماية المجتمع وليس ترويج الفاحشة؛ والقاعدة تقول: “كلما كثرت الشروط، ندر المطلوب”.
ما حكم العادة السرية في حال الخوف من الزنا؟
تساءل شاب عن حكم العادة السرية، مشيراً إلى أن البعض يقولون إنه يجوز ممارستها كوسيلة للوقاية من الزنا. وردّ الدكتور علي جمعة بأن الفقهاء اختلفوا حول حكم العادة السرية، حيث يرى المذهب الأول (كالشافعي وأبي حنيفة) بتحريمها، في حين أن الإمام أحمد وابن حزم الظاهري يرون أنه لا مانع من ممارستها.
كما أشار إلى أن الصحابة اختلفوا في حكم العادة السرية؛ بعضهم رأى أنها مضرة، بينما البعض الآخر اعتبرها جائزة في حال الخوف من الزنا.
وأكد أن القاعدة الشرعية تقول: “لا يُنكر المختلف فيه، ولكن يُنكر المتفق عليه”، مثل شرب الخمر الذي يُعَدُّ حراماً بالإجماع، ويجب إنكاره، وكذلك المخدرات والانتحار وترك الصلاة.
أما العادة السرية، فهي موضوع مختلف فيه. وكذلك الحال بالنسبة لتربية الكلب، وللحديث عن لمس المرأة وما إذا كان ينقض الوضوء أو لا. فعلى سبيل المثال، ترى الشافعية عدم جواز لعبة الشطرنج لأنها تُعتبر تحريكًا للأصنام، بينما تجيزها بقية المذاهب كونها مجرد لعبة تُعزّز الذكاء.
تعليقات