ترامب يكشف أسرار “الإنذار الإيراني”: إشادة نادرة في وقت الهدنة الهشة وخطر النووي يلوح في الأفق
في مشهد غير معتاد في سياق التصعيد العسكري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنبرة غير مألوفة، تقديره لـ “التحذير الإيراني” الذي سبق الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد الأمريكية في قطر. جاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بوساطة أمريكية. هذا الموقف يفتح العديد من التساؤلات حول مدى جدية الهدنة، وحدود الفهم بين القوى الكبرى، والأبعاد الخفية للحرب المستمرة على البرنامج النووي الإيراني.
ترامب: الإيرانيون كانوا “لطيفين للغاية”!
خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة الناتو في لاهاي، وصف ترامب الموقف الإيراني قبل قصف قاعدة العديد بـ “اللطف”، قائلاً: “لقد حذرونا مسبقًا، بل طرحوا سؤالاً عما إذا كانت الساعة الواحدة مناسبة؟!”.
وأشار ترامب إلى أن إيران أطلقت 14 صاروخًا دقيقًا نحو القاعدة، إلا أن “أنظمة الدفاع الأمريكية اعترضتها جميعًا”، موضحًا أن القاعدة كانت قد أخليت بالكامل باستثناء بعض عناصر المدفعية، مما حال دون وقوع إصابات.
كما أكد ترامب أن الحوار مع إيران سيُستأنف في الأسبوع المقبل، في محاولة لإعادة فتح قنوات الدبلوماسية التي أغلقتها الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا.
تحليل خبير: قدرة إيران على الترميم والاستمرار
وفي هذا السياق، أشار الباحث في الشؤون الإيرانية هاني سليمان إلى أن المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان تعرضت بالفعل لضرر كبير، لكنه يلفت الانتباه إلى أن المسألة تتجاوز مجرد حجم الدمار، حيث أن قدرة إيران على مواصلة برنامجها النووي ستظل قائمة على الرغم من ذلك.
أوضح سليمان أن إيران لا تزال تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وقد تم نقلها من منشآت فوردو إلى “أماكن غير معلومة”، مما يعزز من فرضية استمرار النشاط النووي بعيدًا عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأفاد بأن بعض التقديرات الاستخباراتية تشير إلى إمكانية إعادة ترميم المنشآت المتضررة خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، مما يعكس هشاشة تأثير الضربة على المدى الطويل، رغم الصدمة الأولية.
نوايا مستقبلية وتحذير من التصعيد السري
يرى سليمان أن إيران لن تتوقف عن تطوير قدراتها النووية، بل قد تتبنى نهجًا أكثر سرية واستقلالية بعيدًا عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويشير إلى احتمال لجوء طهران إلى منشآت غير معلن عنها أو توسيع قدراتها في مواقع جديدة يصعب تتبعها.
يتوقع سليمان أن تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل صعوبات متزايدة في مراقبة البرنامج النووي الإيراني، ما لم تُعاد صياغة قواعد جديدة للمفاوضات أو توضع استراتيجيات رقابة فعالة تتماشى مع الديناميكية الجديدة التي قد تتبناها طهران.
بينما يبدو أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل قد حقق حدًا مبدئيًا للمواجهات المباشرة، تشير التصريحات الأمريكية والتحليلات الأمنية إلى أن اللعبة لم تنته بعد. تسعى إيران لتعديل قواعد الاشتباك، بينما تراقب الولايات المتحدة عن كثب، وتستعد إسرائيل لأي خروقات.
تعليقات