استكشف لماذا يُفتتح العام الهجري بشهر المحرم: 10 حقائق قد تفاجئك!
لا شك أن السؤال عن لماذا يبدأ التقويم الهجري بشهر المحرم؟ يفتح بابًا لاستكشاف مجموعة من الأسرار الخفية التي قد تكون غير معروفة لكثيرين عند الحديث عن شهر المحرم. ومع اقتراب نهاية السنة 1446 الهجرية، ننتظر ظهور شهر الله المحرم والسنة الجديدة 1447هـ، مما يستدعي معرفة الأسباب الكامنة وراء بدء السنة الهجرية بشهر المحرم، رغم أن الهجرة النبوية حدثت في ربيع الأول. ويُعتبر بدء سنة هجرية جديدة فرصة لمن يعرف قيمتها أن يفتح صفحة جديدة للتوبة والطاعة والعودة إلى الله عز وجل، لذا يبقى السؤال مطروحًا حول سبب بدء السنة الهجرية بشهر المحرم، وهو ما يفتح لنا إحدى بوابات الأسرار المتعلقة بالسنة الهجرية.
لماذا يبدأ التقويم الهجري بشهر المحرم
أوضحت بعض الروايات سبب بداية السنة الهجرية بشهر المحرم، وهو كون هذا الشهر يأتي بعد شهر الحج مباشرة، حيث يعود فيه الحجاج من مناسكهم وقد غُفرت ذنوبهم، مما يمنحهم فرصة لبداية حياة جديدة مفعمة بالأمل والصدق مع الله. وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” بعد استشارة الصحابة إن اختيار شهر المحرم جاء لأنه الشهر الحرام الذي يلي الحج.
ويُعتقد أن الحكمة الإلهية وراء بدء السنة الهجرية بشهر المحرم – وهو شهر حرام – واختتامها بشهر الحرام الآخر “ذي الحجة” تكمن في بركة هذا الموسم ومغفرة الله العظيمة، مما يعزز أهمية استغفار المسلمين والعمل الصالح في هذه الأشهر، بالإشارة إلى أن السلف الصالح كانوا يعظمون العشر الأولى من شهور المحرم وذو الحجة والعشر الأواخر من رمضان.
أسباب بدء السنة الهجرية بالمحرم
تشير بعض المصادر أن سبب بدء السنة الهجرية بشهر المحرم، بدلاً من ربيع الأول، يعود إلى احتفال المسلمين ببداية العام الهجري بصفة عامة، حيث ارتبطت الهجرة النبوية في سياقها الثقافي والديني. ففي وقت سابق لعهد سيدنا عمر بن الخطاب، لم يكن للمسلمين تقويم محدد، بل كان لديهم فقط أشهر. وكان من الطريف أن سيدنا أبو هريرة بعث برسالة لسيدنا عمر يطلب فيها التاريخ، مما أدى إلى فكرة إنشاء التقويم. بعد نقاشات عدة، استقر الرأي على أن تكون الهجرة بحد ذاتها، التي تمثل بداية جديدة للأمة الإسلامية، هي نقطة بدء التاريخ.
وبعد اختيار الهجرة كحدث للتأريخ، كان من الواضح أنه لا يمكن أن يبدأ العام من شهر ربيع، لذا اتُفق على أن تكون البداية من شهر محرم حتى تظل الهوية الإسلامية مترابطة مع الأحداث التاريخية. وكان ذلك بمثابة قرار أصيل من قبل الصحابة الذين كانوا قد بدأوا هجراتهم في ظل ظروف متنوعة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
سبب تسمية التقويم بالهجري
ترجع تسمية التاريخ الهجري إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى أن ذلك جاء في السنة الثالثة أو الرابعة من خلافة سيدنا عمر بن الخطاب عندما اشتكى أبو موسى الأشعري من عدم وجود تاريخ في الرسائل. وقد جمع عمر الصحابة للاستشارة، وانتهى الأمر باتفاقهم على اعتبار هجرة النبي بدايةً للتأريخ، معتبرةً الهجرة علامة فارقة بين الحق والباطل.
يُعرف التقويم الهجري أيضاً بالتقويم الإسلامي، ويستخدم لأغراض دينية في العديد من الدول الإسلامية، إذ تتكون السنة الهجرية من 12 شهراً، تبدأ مع ظهور الهلال الجديد، وتتراوح الأشهر بين 29 و30 يوماً. وذو الحجة هو الشهر الذي تختلف عدد أيامه وفقًا لدورة قدرها 30 سنة، مما يضمن توافق التقويم مع مراحل نمو القمر.
متى كانت الهجرة
تجدر الإشارة إلى أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم تمت في شهر ربيع الأول، ولا في “المحرم”، بينما يحتفل المصريون بشهر المحرم كبداية للتقويم الهجري، معتبرًا ذلك مشروعية عظيمة نظرًا لكون النبي هو الذي قام بالهجرة. وقد اتفق المسلمون على أن تكون هذه الهجرة من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول هي البداية للتاريخ الهجري.
بذلك يمثل التقويم الهجري تأكيداً على تواصل الأمة الإسلامية مع تقاليدها ومناسباتها الدينية، مستنداً إلى الميقات القمري الذي يتبع إرشادات القرآن الكريم، كما أكد تعالى في سورة التوبة: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا…”، تلك الأشهر التي حمتها الشريعة ووضعت لها خصائصها، مما يجعل هذا التقويم جزءاً من الهوية الإسلامية منذ العصور الجاهلية وحتى اليوم.
تعليقات