إيران في مواجهة التحديات: healing بعد الاضطرابات ورسائل التفاوض

بعد 12 يوماً من التصعيد العنيف بين إيران وإسرائيل، ومع تراجع صوت المدافع وظهور مشاهد الدمار، بدأت إيران عملها على معالجة جراحها. في الوقت نفسه، تتبادل الأطراف المتنازعة رسائل الانتصار عبر وسائل الإعلام، رغم أن الحقائق على الأرض تسرد قصة مختلفة: مستشفيات مدمرة، مباني منهارة، ودماء لا تزال لم تجف.

خسائر فادحة من الدم والدمار

في أول بيان شامل بعد إعلان وقف إطلاق النار، أفاد وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن الضربات الإسرائيلية خلفت 606 قتلى، فيما تجاوز عدد المصابين 4700 جريح، معظمهم تحت أنقاض المنازل والمباني المستهدفة، والبعض الآخر توفي بعد وصوله إلى المستشفيات.

تشير الإحصائيات إلى أن 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت الأنقاض، مما يعكس شدة القصف واستهدافه المباشر للبنية التحتية المدنية. كما تعرض قطاع الصحة لأضرار جسيمة، حيث تضررت سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف، مما أعاق جهود الإنقاذ والمساعدة.

خسائر جسيمة في القيادة والمنشآت

لم تقتصر الخسائر على المدنيين، بل طالت الصفوف الأولى من القيادة الإيرانية. فقد فقدت إيران العديد من القادة العسكريين البارزين، بما في ذلك رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، فضلاً عن عدد من العلماء النوويين البارزين، مما شكل ضربة قوية لبرنامجها النووي.

أفادت مصادر إسرائيلية أن الضربات، التي كانت أيضاً بمشاركة الولايات المتحدة، استهدفت منشآت نووية حساسة، منها “فوردو”، وذكرت التقارير أن تلك المنشآت تعرضت لدمار جزئي أو كلي، وهو ما لم تؤكده إيران رسمياً بعد.

جبهة إسرائيل تعاني أيضاً

على الجانب الإسرائيلي، أفادت فرق الإسعاف بمقتل 28 شخصاً وأكثر من 1300 جريح، مما يبرز أيضاً مدى قدرة الرد الإيراني على الوصول إلى العمق الإسرائيلي. ورغم نجاح القبة الحديدية في اعتراض بعض الهجمات، إلا أن بعض الضربات أصابت أهدافاً حساسة، مما أحدث أضراراً وزرع القلق في المجتمع الإسرائيلي.

رؤية استراتيجية
من جهته، علق اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري، على الوضع بالقول إن الأطراف المعنية ستجلس أخيراً على طاولة المفاوضات، مما يُعد مؤشراً على إدراك الجميع لخطورة الاستمرار في التصعيد. ورغم أن إيران تعلن عن ردها القوي، فإن إسرائيل تؤكد أن الولايات المتحدة دمرت بعض المنشآت النووية في إيران.

وأضاف فرج أن إسرائيل كانت تخطط لشن ضربات جديدة ضد إيران بعد وقف إطلاق النار، إلا أن الرئيس الأمريكي تدخل لمنع هذا التصعيد، ما يعكس حرص واشنطن على تجنب حرب شاملة في المنطقة.

التواصل بين إيران وإسرائيل
يرى فرج أنه يمكن اعتبار إيران قد أثبتت قوتها العسكرية وقدرتها على توسيع نطاق الاشتباك، مما يوصل رسالة قوية بقدرتها على الردع الإقليمي. بينما أظهرت إسرائيل قدراتها الدفاعية، لكنها تلقت ضربات كشفت عن ثغرات في نظامها الأمني، مما يستدعي مراجعة أمنية ضرورية.

الولايات المتحدة… المستفيد الأكبر؟
وفي ختام تحليله، أكد فرج أن الولايات المتحدة تعد الرابح الأكبر، حيث لعبت دور الوسيط الفعال الذي أعاد ضبط الأمور ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب كارثية قد تؤثر سلباً على مصالح واشنطن وحلفائها في الخليج.

على الرغم من توقف القصف، لا تزال آثار الدمار تملأ شوارع إيران وأحياء إسرائيل المتصدعة. المناظر في المستشفيات وبين الأنقاض تدل على أن الثمن كان باهظاً. ومع استمرار الغموض حول مصير البرنامج النووي الإيراني والنية الإسرائيلية في الرد في المستقبل، تبقى الهدنة هشة، والسلام يبدو بعيد المنال.